كما تعلمون في كل شهر نخصص يوماً نطرح فيه سؤال عن إحدى المشاكل التي تواجه الأمهات، حتى نستمع منهن عما يواجهن وكيف يتعاملن معه. ولكن هذه المرة، كان الأمر مختلفاً تماماً. فنحن نعلم أن عقدة الذنب من المشاكل النفسية التي تواجه الأمهات في فترة ما سواء بعد الولادة أو بأي مرحلة أخرى. ولكن يبدو أنه من العصب على الأمهات فهم حقيقة هذه المشاعر. ففي المرة الأولى التي طرحنا فيها السؤال جائتنا إجابات محدودة للغاية، وهو ما دفعنا لطرحه مرة أخرى ولكن بشكل مختلف ربما أكثر وضوحاً ولكننا وجدنا أن الأمهات بالفعل لا يستطعن تمييز عقدة الذنب التي تصيبهن في فترة ما، لذا قررنا نحن أن نحدثكن عنها اليوم...
"عقدة الذنب" لدى الأمهات... أسبابها وطرق التعامل معها
ما هو "ذنب الأمومة" الذي يصيب النساء تجاه أبنائهن؟
هناك مسميات عديدة، فسواء كان "عقدة الذنب" أو "ذنب الأمومة" يبقى الأمر واحداً. فببساطة هو عبارة عن مشاعر تصيب الأم في فترة ما، تجعلها تعتقد أنها مقصرة بحق أبنائها. وأنها لم تفعل ما يتوجب عليها القيام به لجعلهم أفضل سواء صحياً، جسمانياً أو حتى مميزون عن غيرهم من الأطفال. فتبدأ الأم بالشعور بأن هناك ثقلاً على كتفها وصدرها وأن هناك شيئاً ما تخاف منه على أبنائها.
هل مشاعر الذنب لدى الأمهات تستمر طويلاً؟
في الحقيقة هناك بعض الأمهات تصيبها هذه المشاعر لفترة ما ثم تنتهي، وبعضهن يستمر الأمر معهن لسنوات طويلة. وربما يصبح أكثر سوءاً، إذا لم تستطع تفسير ما تشعر به.
ما هي أسباب شعور الأمهات بالذنب تجاه أبنائهن؟
في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأمهات إلى هذه المشاعر السلبية...
١- الضغوط الخارجية من العائلة والأصدقاء
بعد الولادة تكون الأم تحت ضغط كبير، وتجد أغلب من حولها يخبرونها بضرورة إرضاع الصغير جيداً وأن لبن الثدي غير كافي ويجب أن تبحث عن حل (حتى وإن كان كافياً). فهذه نصائح تقليدية انتقلت من جيل لآخر. ولكنها تجعل الأم تشعر بالذنب بأنها لا تستطيع تغذية طفلها بشكل جيد. ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل تظل هذه الضغوط مستمرة لسنوات في أشكال مختلفة.
٢- مقارنة الأم لطفلها مع غيره
مع نمو الطفل، تدخل الأم في صراع من المقارنة. فإذا وجدت طفلاً تحدث أو سار قبل صغيرها، تبدأ فوراً في إلقاء اللوم على نفسها. بأنها لم تمنح طفلها الرعاية اللازمة ليفعل هذه الأمور مبكراً. ولا تنتهي بالطبع سلسلة المقارنات عند هذا الحد، بل تظل تقارن أدق التفاصيل.
٣- مواقع التواصل الاجتماعي
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي في الغالب تقدم صور افتراضية ليس لها علاقة بالحقيقة. فتبدأ الأم بمقارنة نفسها وطفلها مع غيرها من الأمهات. فمثلاً، إذا شاهدت صورة جيدة لأم مع طفلها، فوراً تلوم نفسها بأنها لم تصنع ذكرى مثل هذه مع طفلها وهكذا.
٤- انعدام الثقة بالنفس
أحياناً تعاني الأمهات من انعدام الثقة بالنفس منذ صغرهن. ما يجعلهن دوماً يشعرن بأنهن مقصرين وكان يتوجب عليهم القيام بالشيء بطريقة أفضل من ذلك. ويستمر هذا الشعور ويزداد حتى بعد الإنجاب.
٥- تجارب سابقة للأم مع والديها
قد تكون الأم عانت من تقصير رعاية والديها لها وظل هذا الشعور مدفوناً بداخلها. لذا فعند إنجاب طفلها يبدأ هذا الشعور بالسيطرة عليها ليخبرها دوماً أنها ستكون مقصرة في حق طفلها مثلما فعل والديها.
من هم الأمهات الأكثر عرضه للإصابة بـ"عقدة الذنب" تجاه أبنائها؟
في الحقيقة لا يمكن استثناء أي أم من الشعور بـ "عقدة الذنب"، فالشعور بالتقصير تجاه الأبناء هناك جزء كبير منه فطرياً. ولكن هناك من هن معرضون للإصابة به بشكل مرضي مستمر وليس أمراً طارئاً...
١- الأمهات التي تعاني من بعض الاضطرابات النفسية.
٢- الأمهات التي أصيبت باكتئاب مع بعد الولادة.
٣- الأمهات التي لا يمتلكن الوعي الكافي والمعلومات اللازمة حول كل ما يتعلق بالأمومة.
٤- الأمهات العاملة (المجتمع يجعلها تشعر بأنها تاخذ حق صغيرها لتحقيق نجاحات شخصية).
كيف يمكن التعامل مع "عقدة الذنب" التي تعاني منها الأمهات؟
الآن بعدما تحدثنا عن مشاعر التقصير التي تعاني منها أغلب الأمهات وأسبابها، من الضروري أن نتحدث عن كيفية التعامل معها...
هناك مسميات عديدة، فسواء كان "عقدة الذنب" أو "ذنب الأمومة" يبقى الأمر واحداً. فببساطة هو عبارة عن مشاعر تصيب الأم في فترة ما، تجعلها تعتقد أنها مقصرة بحق أبنائها. وأنها لم تفعل ما يتوجب عليها القيام به لجعلهم أفضل سواء صحياً، جسمانياً أو حتى مميزون عن غيرهم من الأطفال. فتبدأ الأم بالشعور بأن هناك ثقلاً على كتفها وصدرها وأن هناك شيئاً ما تخاف منه على أبنائها.
هل مشاعر الذنب لدى الأمهات تستمر طويلاً؟
في الحقيقة هناك بعض الأمهات تصيبها هذه المشاعر لفترة ما ثم تنتهي، وبعضهن يستمر الأمر معهن لسنوات طويلة. وربما يصبح أكثر سوءاً، إذا لم تستطع تفسير ما تشعر به.
ما هي أسباب شعور الأمهات بالذنب تجاه أبنائهن؟
في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأمهات إلى هذه المشاعر السلبية...
١- الضغوط الخارجية من العائلة والأصدقاء
بعد الولادة تكون الأم تحت ضغط كبير، وتجد أغلب من حولها يخبرونها بضرورة إرضاع الصغير جيداً وأن لبن الثدي غير كافي ويجب أن تبحث عن حل (حتى وإن كان كافياً). فهذه نصائح تقليدية انتقلت من جيل لآخر. ولكنها تجعل الأم تشعر بالذنب بأنها لا تستطيع تغذية طفلها بشكل جيد. ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل تظل هذه الضغوط مستمرة لسنوات في أشكال مختلفة.
٢- مقارنة الأم لطفلها مع غيره
مع نمو الطفل، تدخل الأم في صراع من المقارنة. فإذا وجدت طفلاً تحدث أو سار قبل صغيرها، تبدأ فوراً في إلقاء اللوم على نفسها. بأنها لم تمنح طفلها الرعاية اللازمة ليفعل هذه الأمور مبكراً. ولا تنتهي بالطبع سلسلة المقارنات عند هذا الحد، بل تظل تقارن أدق التفاصيل.
٣- مواقع التواصل الاجتماعي
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي في الغالب تقدم صور افتراضية ليس لها علاقة بالحقيقة. فتبدأ الأم بمقارنة نفسها وطفلها مع غيرها من الأمهات. فمثلاً، إذا شاهدت صورة جيدة لأم مع طفلها، فوراً تلوم نفسها بأنها لم تصنع ذكرى مثل هذه مع طفلها وهكذا.
٤- انعدام الثقة بالنفس
أحياناً تعاني الأمهات من انعدام الثقة بالنفس منذ صغرهن. ما يجعلهن دوماً يشعرن بأنهن مقصرين وكان يتوجب عليهم القيام بالشيء بطريقة أفضل من ذلك. ويستمر هذا الشعور ويزداد حتى بعد الإنجاب.
٥- تجارب سابقة للأم مع والديها
قد تكون الأم عانت من تقصير رعاية والديها لها وظل هذا الشعور مدفوناً بداخلها. لذا فعند إنجاب طفلها يبدأ هذا الشعور بالسيطرة عليها ليخبرها دوماً أنها ستكون مقصرة في حق طفلها مثلما فعل والديها.
من هم الأمهات الأكثر عرضه للإصابة بـ"عقدة الذنب" تجاه أبنائها؟
في الحقيقة لا يمكن استثناء أي أم من الشعور بـ "عقدة الذنب"، فالشعور بالتقصير تجاه الأبناء هناك جزء كبير منه فطرياً. ولكن هناك من هن معرضون للإصابة به بشكل مرضي مستمر وليس أمراً طارئاً...
١- الأمهات التي تعاني من بعض الاضطرابات النفسية.
٢- الأمهات التي أصيبت باكتئاب مع بعد الولادة.
٣- الأمهات التي لا يمتلكن الوعي الكافي والمعلومات اللازمة حول كل ما يتعلق بالأمومة.
٤- الأمهات العاملة (المجتمع يجعلها تشعر بأنها تاخذ حق صغيرها لتحقيق نجاحات شخصية).
كيف يمكن التعامل مع "عقدة الذنب" التي تعاني منها الأمهات؟
الآن بعدما تحدثنا عن مشاعر التقصير التي تعاني منها أغلب الأمهات وأسبابها، من الضروري أن نتحدث عن كيفية التعامل معها...
١- حددي مصدر الشعور بالذنب
تحدثنا في النقاط السابقة عن أسباب الشعور بالذنب، لذا فإن أول خطوة في التعامل مع الأمر هي تحديد مصدره أو سببه. فهل هو بسبب تجارب سابقة؟! أم ضغط المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أنه نتيجة اضطرابات نفسية؟!
تحدثنا في النقاط السابقة عن أسباب الشعور بالذنب، لذا فإن أول خطوة في التعامل مع الأمر هي تحديد مصدره أو سببه. فهل هو بسبب تجارب سابقة؟! أم ضغط المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أنه نتيجة اضطرابات نفسية؟!
٢- كوني صريحة مع نفسك
نعم الصراحة مع الذات خطوة مهمة في تخطي أي مشكلة. لذا خذي ورقة وقلم، ودوني بها الأشياء الجيدة التي تفعلينها من أجل أبنائك وفي ورقة أخرى دوني تلك التي تعقتدين أنك مقصرة فيها (والتي علمت سببها في النطقة السابقة). حاولي إيجاد رابط بين الورقتين. فمثلاً، تعتقدين أنك مقصرة في تغذية طفلك لأنه نحيف، انظري كم وجبه تضعينها له في اليوم وما هي العناصر الغذائية التي تحتويها. بعد ذلك قومي بعمل بحث صغير على الانترنت لتتأكدي من أن ما تقديمنه مثالي. الآن، أصبح بإمكانك التخلي عن الشعور بالتقصير تجاه هذا الأمر.
نعم الصراحة مع الذات خطوة مهمة في تخطي أي مشكلة. لذا خذي ورقة وقلم، ودوني بها الأشياء الجيدة التي تفعلينها من أجل أبنائك وفي ورقة أخرى دوني تلك التي تعقتدين أنك مقصرة فيها (والتي علمت سببها في النطقة السابقة). حاولي إيجاد رابط بين الورقتين. فمثلاً، تعتقدين أنك مقصرة في تغذية طفلك لأنه نحيف، انظري كم وجبه تضعينها له في اليوم وما هي العناصر الغذائية التي تحتويها. بعد ذلك قومي بعمل بحث صغير على الانترنت لتتأكدي من أن ما تقديمنه مثالي. الآن، أصبح بإمكانك التخلي عن الشعور بالتقصير تجاه هذا الأمر.
٣- انتبهي لمن حولك!
جميعنا محاطين بأشخاص قد يكونون هم السبب وراء أي مشاعر سلبية تصيبنا. لذا انظري في الدائرة المحيطة بك وراقبي من الذي يعمل على تأنيب ضميرك بشكل مستمر وينتقد تعاملك مع طفلك طوال الوقت. حاولي الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص قدر الإمكان.
جميعنا محاطين بأشخاص قد يكونون هم السبب وراء أي مشاعر سلبية تصيبنا. لذا انظري في الدائرة المحيطة بك وراقبي من الذي يعمل على تأنيب ضميرك بشكل مستمر وينتقد تعاملك مع طفلك طوال الوقت. حاولي الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص قدر الإمكان.
٤- اهتمي بتثقيف نفسك حول تربية الأطفال
لن تستطيعي تحديد ما إذا كنت مقصرة حقاً أم لا تجاه أطفالك، إذا كنت لا تعلمين الصواب من الخطأ في تربية الأبناء. لذا ننصحك بقراءة الكثير حول كل شيء بدءاً من التغذية، السلوك، الصحة وغيرها. كل هذا في النهاية سيضع أمامك صورة كاملة لما يجب عليك القيام به تجاه أبنائك.
لن تستطيعي تحديد ما إذا كنت مقصرة حقاً أم لا تجاه أطفالك، إذا كنت لا تعلمين الصواب من الخطأ في تربية الأبناء. لذا ننصحك بقراءة الكثير حول كل شيء بدءاً من التغذية، السلوك، الصحة وغيرها. كل هذا في النهاية سيضع أمامك صورة كاملة لما يجب عليك القيام به تجاه أبنائك.
٥- استشيري متخصص
استشارة المتخصص دوماً شيء لا غنى عنه، تشعرين أنك مقصرة في صحة طفلك؟! اذهبي للطبيب المتخصص. طفلك تأخر في السير أو الحديث، اذهبي به للطبيب فوراً. مشاعر الذنب لا تفارقك رغم كل المحاولات؟! استشيري طبيب أو معالج نفسي فهذا بلا شك سيساعدك.
استشارة المتخصص دوماً شيء لا غنى عنه، تشعرين أنك مقصرة في صحة طفلك؟! اذهبي للطبيب المتخصص. طفلك تأخر في السير أو الحديث، اذهبي به للطبيب فوراً. مشاعر الذنب لا تفارقك رغم كل المحاولات؟! استشيري طبيب أو معالج نفسي فهذا بلا شك سيساعدك.
مواقف بسيطة من تجربة الأمهات مع "عقدة الذنب"
تحدثت إحدى الأمهات لفستاني قائلة : "ابنتي ظلت تبكي يوم بالكامل، حتى بدأت تنتابني العديد من المشاعر بأنني مقصرة في رعايتها والحفاظ على صحتها وأنها بلا شك مصابة بشيء ما خطير" وتابعت " عندما ذهبت للطبيب أخبرني أنها فقط كانت تريد أن تشرب ماء!".
أم أخرى تخبر فستاني قائلة "أعتقد أن شعور الذنب لا يفارقني في كل ليلة، عندما أكون نائمة وطفلي يرغب في الرضاعة".
والآن، هل أنتي مصابة بعقدة الذنب تجاه أبنائك حقاً أم لا؟! شاركينا تجربتك..
تحدثت إحدى الأمهات لفستاني قائلة : "ابنتي ظلت تبكي يوم بالكامل، حتى بدأت تنتابني العديد من المشاعر بأنني مقصرة في رعايتها والحفاظ على صحتها وأنها بلا شك مصابة بشيء ما خطير" وتابعت " عندما ذهبت للطبيب أخبرني أنها فقط كانت تريد أن تشرب ماء!".
أم أخرى تخبر فستاني قائلة "أعتقد أن شعور الذنب لا يفارقني في كل ليلة، عندما أكون نائمة وطفلي يرغب في الرضاعة".
والآن، هل أنتي مصابة بعقدة الذنب تجاه أبنائك حقاً أم لا؟! شاركينا تجربتك..
شاركينا افكارك