٣ فتيات يتحدثن عن تجربتهن مع الخيانة العاطفية وكيف كان أثرها عليهن - مجلة كاميليا
Admin

٣ فتيات يتحدثن عن تجربتهن مع الخيانة العاطفية وكيف كان أثرها عليهن

 


التجربة الأولى: أثر الخيانة العاطفية لا يختلف عن الخيانة الجسدية

"كنت أعتقد أن خيانة الرجل هي الخيانة الجسدية فقط، هكذا تربينا!"

تحدثنا مع الفتاة الأولى وهي "يُمنى"، فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، تخرجت من كلية الفنون الجميلة. إلا أنها خلال رحلتها الجامعية وقعت في حب أحدهم، الأمر الذي تطور إلى خطبة، وكانت الأمور بينها وبين شريكها تسير على ما يرام على نحو كبير. فهي بطبيعتها فتاة هادئة، لا تبحث عن المشاكل أو المتاعب. استمر الهدوء مسيطرًا على علاقتها بشريكها حتى حدث شيء، غير هذا الهدوء والسلام النفسي.

فتقول يُمنى " تعلمت دومًا من أمي ونساء العائلة، أن الرجل غير المرأة، حتى في الثواب والعقاب. وعندما كن يتحدثن عن الخيانة، كن دائمًا يخلقن أعذار للرجال، مثل أن الرجل بطبعه يميل لمغازلة النساء حتى وإن كان متزوج وأنه طالما لم تحدث خيانة جسدية فيمكن وصف الأمر بـ "النزوة"، وحتى إن حدثت الخيانة الجسدية، فلابد أن هناك سبب ما دفع الرجل للخيانة، هذا ما كنت أسمعه دومًا. ورغم أنني لم أكن أؤمن به تمامًا ولكني أعترف أنه ترك أثرًا عليَ بشكل كبير" وتتابع " لذا عندما وقعت في حب أحدهم وتطور الأمر إلى خطبة، سعيت بكل طاقتي أن أكون الشريكة المثالية، حتى لا يحدث ما كنت أسمعه من نساء العائلة وهو أن أكون السبب في خيانته لي، ولكن رغم كل هذا المجهود الذي كان أحيانًا يفوق طاقتي، اكتشفت في إحدى المرات أنه على علاقة بفتاة أخرى".

 وتقول " بحثت في الأمر وعلمت أنه لم يتعدى المغازلات والأحاديث عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لم يجعل الأمر هينًا. بل كان أثر الخيانة على نفسي قاسيًا، شعرت بأن كل شيء ينهار وأن ثقتي به وبنفسي انتهت، وأن كل ما بذلته من مجهود كان دون فائدة، كانت هناك المئات من الأسئلة بلا إجابة، حتى مع دفاعه عن نفسه ووصفه بأنني أعطي الأمر أكبر من حجمه وأنه مجرد "كلام" ليس إلا، كنت أشعر بأن كلامه هذا يزيد الأمر سوءًا" وتابعت " عندما تحدثت مع والدتي وأخبرتها، ضحكت وعلقت "جميع الرجال هكذا"، لا تعطي الأمر أكبر من حجمه، تحلي بالعقل والحكمة ولا تفسدي خطبتك بسبب أشياء تافهة، وغدًا عندما تكونا في منزل واحد لن يجد وقت لهذا".

 وتستأنف يُمنى حديثها " حاولت أن أقتنع بكلام والدتي وحاولت تجاوز الأمر، واعتباره كما يقول الجميع "نزوة"، ولكن بعد مرور ثلاث أشهر لم أستطع مواصلة الخطبة، فازدادت الخلافات بيننا وازداد شكي به، ولم أعد أشعر بأن لدي رغبة في فعل أي شيء من أجله، لقد كانت فترة سيئة للغاية" وتعلق " هنا علمت أن أثر الخيانة العاطفية لا يختلف عن الخيانة الجسدية! وأن ما كانت تقوله نساء العائلة وما تربينا عليه كان خطئًا، فالخيانة بمختلف أشكالها تظل خيانة ويظل ألمها كبير، ربما هناك أخريات يستطعن التسامح بها، ولكن هذا لا ينفي أنهن لم يتألمن أيضًا".


التجربة الثانية: الخيانة العاطفية قد تكون أشد ألمًا من الخيانة الجسدية!

"غفران الخيانة لا يمحي أثرها"...

أما الفتاة الثانية، والتي رفضت ذكر اسمها أو معلومات عنها- وهذا نحترمه ونقدره- فتروي هي الأخرى تجربتها مع الخيانة العاطفية وكيف كان أثرها عليها...

فتقول" لدي إيمان قوي بحدسي، لذا عندما أشعر بالقلق تجاه أحدهم، أكون على يقين بأن هناك شيء ما خطأ وأنه ليس مجرد قلق أو وسواس. لذا عندما وقعت في حب شريكي أخبرته بألا يكذب عليَ أو يخفي عني شيء مهما كان سيزعجني لأنني في النهاية سأشعر به وسأواجهه، ولكن يبدو أنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد تمامًا". وتتابع" كانت علاقتنا على ما يرام، حتى مررنا ببعض الخلافات كالتي يمر بها أي شريكين في البداية، وبعد حل هذه الخلافات كان لدي شعور غريب بأن هناك شيء ليس صحيحًا يحدث، حتى بدأ شعوري يتجه نحو فتاة صديقته، لم أستطع تحمل هذا الشعور، فلدي إيمان بأن المواجهة هي أفضل وأقصر طريق، لذا ذهبت وسألته " هل هناك شيء بينك وبين (س)" فضحك ساخرًا قائلاً "هل تمزحين بالطبع لا" حاولت تصديقه ولكن استمرت شكوكي، ولكن لم يكن هناك دليل، فمع سؤالي المتكرر ونفيه المتكرر بقي الحال على ما هو عليه".

وتتابع "بعد مرور عام كامل، أخبرني أنني كنت محقة، وأنه اعتقد أن هناك مشاعر تجمعه بهذه الفتاة، حتى اكتشف مدى الخطأ الذي يرتكبه وقرر التوقف، وأنه شعر أنه من الضروري إخباري الآن كنوع من التكفير عن الخطأ الذي ارتكبه" وتعلق " هنا وقفت حائرة ما بين شعوري بمدى قسوة الأمر، والخيانة العاطفية، وكذب وإنكار وما بين اعترافه الآن الذي قد يكون بالفعل تكفيرًا عن كل ذلك، وما بين شعوري بأنني مازلت أحبه!! ظللت في صراع ما بين ما يجب عليَ فعله، ولكنني وجدت أنه بإمكاني السماح ومتابعة حياتنا سويًا".

وتسأنف حديثها قائلة " رغم قراري بغفران الخيانة إلا أنه لا يمحي أثرها، فهي تظل مؤلمة وكلما تذكرتها أشعر بالآلم. فمن قال أن الخيانة العاطفية بسيطة أو هينة، إنها أشد قسوة من الخيانة الجسدية في رأيي. فكيف يمكن أن يكون الأمر بسيط عندما تعلمي أن الرجل الذي تحبينه، تجمعه مشاعر بإمرأة أخرى!!

التجربة الثالثة: الخيانة هي خيانة مهما اختلفت أشكالها

"الخيانة العاطفية هي "خيانة" وليس نزوة"

كانت لمى هي الفتاة الثالثة التي تحدثنا معها، وهي فتاة في بداية الثلاثينات من عمرها، تخرجت من كلية الآداب وتعمل بمجال الترجمة الأدبية. وهنا تروي قصتها مع الخيانة والتي كانت سبب في أن تنهي قصة الحب الوحيدة في حياتها كما وصفتها.

فتقول لمى "كنت أعلم دومًا أنه بإمكاني غفران أي شيء في العلاقة ما عدا الخيانة، ونعم الخيانة هنا على أي شكل من أشكالها وليست الخيانة الجسدية فقط. لذا عندما جمعتني قصة حب بأحدهم وأنا في منتصف العشرينات واستمرت نحو ٣ سنوات كنت أتمنى من كل قلبي ألا نمر بتجربة الخيانة كما حدث مع أغلب صديقاتي، لأنني أعلم أنه لا يمكنني السماح بها" وتتابع " ولكن كما تعلمين تسير الرياح دومًا بما لا تشتهي السفن.. وبعدما كنت أسمع عن قصص الخيانة وجدت نفس في واحدة من هذه القصص. فشريكي وقع في حب إحدى الفتيات وبدأ يتغير تدريجيًا معي، لأنه يقضي معظم وقته برفقة هذه الفتاة، لقد كان يريد أن يمسك العصا من المنتصف، أن يكون مع هذه الفتاة وبالوقت ذاته معي، حتى يكتشف بالنهاية من منا مناسبة له أكثر!!".

وتتابع حديثها قائلة "عندما اكتشتفت الأمر وواجهته، تصرف مثلما يتصرف الجميع في مثل هذه المواقف، إنكار متواصل ثم تبريرات ثم تتفيه الأمر وتبسيطه وأنه مجرد حديث ومقابلات ليس إلا، ثم المرحلة الأخيرة طلب الغفران واعتبار الأمر مجرد "نزوة" ولكنني كنت صارمة للغاية، كنت أفهم نفسي وأعي ما يمكنني تحمله وما لا يمكنني تحمله. لذا أصريت على إنهاء العلاقة رغم كم الابتزاز العاطفي الذي تعرضت له، فهل ستنهي علاقتنا بعد ٣ سنوات، هل ستضحي بكل ذلك لمجرد نزوة؟!"

وتعلق قائلة " ولكن إن سألتني اليوم، سأخبرك أنني لم أندم على هذا القرار يومًا، ورغم أنني لم أقع في الحب مجددًا، ولكن يكفي أنني أنظر لنفسي بالمرآة وأنا أشعر بالرضا. فلم أعيش كثيرًا في جنون الشك، ولم أجبر نفسي على تحمل شيء لا تطيقه. الخيانة العاطفية كانت وستظل هي "خيانة" بالنسبة لي وليست نزوة".

شاركينا افكارك