ماذا تعلّمت بعد أن ودّعت العشرينيات ؟ - مجلة كاميليا
Admin

ماذا تعلّمت بعد أن ودّعت العشرينيات ؟


لا أنكر أنني استغرقت بعض الوقت حتى أستوعب أني غادرت العشرينيات بلا رجعة للأسف، أو ربما لم أستوعب بشكل كامل بعد، فأنا بصعوبة بالغة أقنعت نفسي أني لم أعد في الثامنة عشرة من العمر -نفسياً - وأني يجب أن أتصرّف كالكبار.

بعد أن ودّعت العشرينيات أيقنت أنها كانت تجربة غنية جداً، تعلمت منها أشياء مهمة يمكن اختصارها في الآتي:

1- هناك من نسميهم -أصدقاء العمر- نحاول كثيراً الاحتفاظ بهم قائلين لأنفسنا «هما دول اللّي طلعت بيهم من الدنيا دول أصحاب العمر» لا.. ليس بالضرورة، بالتأكيد الاحتفاظ بالصداقات أمر عظيم ولكن إذا حدث وكبرنا ونضجنا بشكل مختلف وتقلّصت المساحات المشتركة وكبرت مساحات الاختلاف، فلا مانع من الإبقاء على العشرة القديمة والتّخلي عن فكرة الصداقة الحميمة التي لا تحوي أقل ما تتطلبه الصداقة، بدعوى أنها صداقة عمر.. من الممكن أن نكتفي بمن يمكن إطلاق كلمة صديق عليهم حتى لو أصبحوا شخصاً واحداً فقط، ليس هذا بالشيء المحزن، سنتمكن من تكوين صداقات جديدة على أسس جديدة تناسب ما أصبحنا عليه عندما كبرنا.

2-أن تكون في علاقة مع شخص ما وتكون هذه العلاقة مصدر تعاسة في حياتك بدلاً من أن تجعلك سعيداً، فلا داعي للاستمرار في هذه العلاقة أبداً، لا تتنازل عن سعادتك فالندم على عمر ضائع مؤلم جداً، وأي لحظة لا تكون سعيداً فيها هي عمر ضائع.. أنا لا أتذكر من عمري الماضي غير الأوقات التي كنت سعيدة فيها، والتي تجعلني أبتسم عندما تمرّ في بالي.. غير ذلك لا أتذكره وكأنه لم يكن، وكأني لم أعشه.. عمر ضائع فعلاً.

3- تكوين مجموعات دعم نفسي من الأصدقاء والمعارف شيء مهم جداً، حتى وإن كان تواصلكم اليومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجرد أن تشعر أنك لو مررت بلحظة ضيق أو ملل أو لو مررت بكارثة أو حتى احتجت رقم هاتف البقال، ستجد من يساعدك حتى لو بكلمات بسيطة، سيكون شعوراً جيداً، لا يجب أن نستهين بتأثير الكلمة الطيبة والإحساس بأن هناك من يبتسم لنا على الأقل في لحظة صعبة.

4- تعلمت أيضاً ألّا أستهين بآلام الناس، وألّا أحاول مقارنة ما يشتكون منه بمصائب الآخرين أو بمشاكلي أنا الشخصية، قد تبدو بعض الأشياء تافهة لنا، ولكن كونها تؤلم إنساناً، فهذا يعني أنه يتألم وهذا يكفي، إن لم أتكمن من مساعدته فلا داعي لأن أزعجه بمحاولات المقارنة لأقنعه أن مشاكله تافهه، نحن لا نملك جهاز قياس الألم.

5- عودة إلى النقطة الأولى والثانية، الكثير من العلاقات تنتهي، هذه ليست نهاية العالم، يوجد في الحياة الكثير من الأشخاص الذين لم نعرفهم بعد.. وهناك دائماً علاقات جديدة تنشأ قد نكون فيها أشخاصاً أسعد بكثير مما كنا عليه.

6- الحياة أقصر من أن نضيعّها في المشاكل والصراعات.. تعلمت أن أنأى بنفسي عن الأجواء المتوترة والأشخاص المزعجة ومصادر المشاكل، خصوصاً من فئة (قالوا وقلنا).

7- التدخين لعنة والصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. هذه الكلمات التي كنا نشعر أنها تافهة في الماضي ونسخر من قائليها، أصبحت أدرك معناها عملياً، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء ما كنت لأدخن أبداً.

8- السن مجرد أرقام.. ليس بالضرورة أن نكون نحن فعلياً هذا الرقم.. على الرغم من أن الحياة قصيرة ولكنها دائماً ما تمنحنا فرصاً لبدايات جديدة وتجارب مذهلة قد تكون لحظة الانطلاق الحقيقية في الحياة لتحقيق ذاتك أو حلمك.

9- قرار إنجاب أطفال يشبه أن تخرج قلبك من صدرك وتمنحه قدمين وتتركه يركض وتركض خلفه، ليس قراراً سهلاً أبداً.. سعيدة أني لم أتخذ قرار الإنجاب إلا عندما شعرت أني مستعدة له تماماً، حتى وإن تأخرت فيه ولم أتسرّع، علمني هذا أيضاً أن أحترم رغبة من قرّروا عدم الإنجاب.

10- رأي الناس فينا لا يهم مطلقاً ما دمنا لا نؤذي أحداً ولا نفرض على الآخرين أشياء يرفضوها وما دمنا سعداء باختياراتنا، فلا أحد يعيش حياتنا.

بالتأكيد تعلمت أكثر.. ولكن يبقى أهم ما تعلّمته أن رفض الظلم بكل الطرق واجب، وأن أبشع الخصال الدّناءة، وأن مساعدة الآخرين تساعدني أنا، وأن كلمة الحق تريح الضمير، وأن راحة الضمير أساس الرضا، وأن في الرضا سعادة.

خسس نفسك بنفسك مع هذا تطبيقنا الجديد والجد متميز والذي يحتوي على وصفات الرجيم السريه التي تمكنكم من التخلص من دهون البطن اظافة الى العديد من وصفات طبيعية لانقاص الوزن ووصفات رجيم سريعة تنحيف البطن والارداف.

حمّل تطبيق مجانا من هنا 

شاركينا افكارك