هذه رحلتي منذ اتخاذ قرار الحمل وحتى لحظة الولادة - مجلة كاميليا
Admin

هذه رحلتي منذ اتخاذ قرار الحمل وحتى لحظة الولادة

واليوم وبعد مرور أربعة أشهر من الولادة، قررت مشاركة رحلة الولادة والأمومة معكم. ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتني وكيف اعتمدت على نفسي بالقراءة والبحث ومشاهدة الفيديوهات بالإضافة الى دعم المحيطين بيا لتخطي هذه المرحلة بسلاسة. هل أنتم مستعدون؟!


أولاً قرار الحمل...

كنت أعلم أن الأمومة مسئولية كبيرة، وتحتاج لتنازلات كثيرة لذلك قررت أنا وزوجي عدم التسرع في هذه الخطوة والانتظار سنتين على الأقل بعد الزواج. في هذه الفترة قرأت عن الحمل ومشاكله، وعن الأمومة وما هي التضحيات التي تقوم بها الأم من أجل بيتها وأطفالها كي أكون على علم بما سيتغير في حياتي، حتى أساعد نفسي على تقبل التغيرات وتحمل المسئولية.

فقرار الحمل يجب أن يكون مشترك بينك وبين زوجك، ويجب الاتفاق عليه مقدماً. فيجب أن يكون الأب جاهز أيضاً لهذه الخطوة ومشجع لها وعلى علم تام بواجباته تجاه الزوجة والطفل. يجب الاتفاق على الحصول على الدعم في أعمال المنزل والدعم النفسي والمعنوي في هذه الفترة. حيث يوجد كثير من التغيرات التي تحدث لكي في هذه الفترة، ليست فقط التغيرات الجسدية ولكن أيضاً النفسية والمشاعر التي سوف تشعرين بها أول مرة من سواء كانت إيجابية أوسلبية.

 يجب أيضاً أن تأخذي في عين الاعتبار أن ليست كل السيدات مثل بعضها في الحمل والولادة، وكل جسم له ظروفه واحتياجاته الخاصة. فلا تقارني نفسك أبداً بأحد ولا تستمعي للانتقادات وتعطيها اهتمام، لأن ذلك قد يؤثر على صحتك ومزاجك وهذا ما نحتاجه عند اتخاذ قرار الحمل والأمومة الصحة وكما نقول "البال الرايق"!

التجهيز للحمل وكيف اخترت دكتور النساء...

لم تكن هذه المرة الأولى، لقد حملت من قبل ولكن الجنين توفى قبل أن يولد ولم أكن أعلم الأسباب، وقمت بعمل كثير من التحاليل ولم نصل لشيء، لذلك قررت أن أعرف أكثر عن الحمل والولادة. تحدثت مع إحدى صديقاتي ورشحت لي كورس الدولا مريم ( كورس مريمية للولادة والأمومة الطبيعية) . تواصلت مع مريم لمعرفة محتويات الكورس وكانت تغطي معظم الأسئلة التي في ذهني. ومن مميزات هذا الكورس أنه يمكن لزوجك أن يحضر هذا الكورس معك من باب المشاركة والدعم. 

كنت أبحث عن مواصفات معينة لدكتور النساء، وكنت أبحث كثيراً لتجنب ما حدث في الحمل الأول. كنت أريد دكتور متفاهم يدعم الولادة الطبيعة، يستمع ويتواصل جيداً وقريب من منزلي، ويعمل بمستشفى قريبة مني وطبعاً أستطيع التواصل معه على الهاتف عندما أحتاج الى معلومة طبية. رشحت لي "الدولا مريم"، دكتور كريم زكي، أخصائي النساء والتوليد، وفعلاً توافرت فيه كل المواصفات السابقة وكان من أكثر الداعمين لي في فترة الحمل.

الثلث الأول من الحمل...

لم تكن هذه الفترة من الحمل مبشرة، فبعد مرور شهر ونصف من الحمل بدأت أشعر بالتعب والقيء المستمر وفقدان الشهية. وبالتواصل مع الدكتور أخبرني أنني أعاني من Hypermesis Gravidurm ، وهي حالة من القيء المزمن، وذلك لأن جسمي لديه حساسية من هرمون الحمل. جربت العديد من الأدوية ولم يكن لها تأثير، بالمتابعة مع الدكتور توصلنا لحقنة ودواء للحساسية لتقليل القيء. فكنا نريد معالجة الموقف قبل أن يتطور، لأن هناك بعض الحالات تحجز في المستشفى، إذا استمر هذا الوضع، ولكننا كنا نتجنب المستشفيات قدر الإمكان هذه الفترة بسبب الكورونا.

خلال هذه الفترة كنت أعمل من المنزل بسبب الكورونا، كان العمل الشيء الوحيد الذي يلهيني عن الاحساس بالتعب.

الثلث الثاني من الحمل...

بعد الوصول للشهر السادس قل القئ واستطعت الأكل، وكان السوشي أكلتي المفضلة في هذا الوقت. حسنًا، لا داعي للضحك، ماذا أفعل، كنت أشتهيه كثيرًا. على أي حال كانت فترة خفيفة مرت سريعاً تحسنت فيها صحتي، وقمت بتجهيز شنطة الولادة، للمستشفى وشراء ملابس ومستلزمات المولود وتجهيز غرفة الطفل. وطبعا كنت أشتري معظم الأشياء أونلاين لظروف الكورونا. 

الثلث الثالث والأخير من الحمل...

بعد الشهر السابع بدأ جسمي يثقل والحركة تقل، وبالطبع زادت المشكلة الشهيرة في أخر شهور الحمل وهي الحموضة ووجع المعدة. بالإضافة إلى وجع ممتد في ساقي اليسرى، يجعلني أستيقظ من النوم كل يوم بدون مبالغة. أوشك الشهر التاسع على الانتهاء ولم تظهر أي من علامات للولادة. طبعاً لم أسلم من تعليقات الساخرة ممن حولي، مثل "حامل في جمل"، "إيه كل ده مش هتولدي ولا إيه"، "أنتي مطولة كدة ليه"، وجميعها واجهتها بضحكة وبرود أعصاب.

والآن، لحظة الولادة...

كان الدكتور يشجعني على الانتظار والصبر حيث كان وضع الجنين للأسفل وهناك فرصة كبيرة للولادة الطبيعية..

يوم الجمعة ١٨ ديسمبر، بدأت أشعر بألم مع نزول قليل من الدماء والإفرازات المخاطية. تواصلت مع الدكتور وأبلغني بالمتابعة معه من خلال الواتس اب كل ساعتين، كي نحدد إذا كان هذا طلق الولادة أم لا. استمر الألم حتى العاشرة صباحاً، طلب مني الدكتور الذهاب للمستشفى وعمل كشف لمعرفة وضع عنق الرحم هل اتسع وهل ما أشعر به من وجع هو طلق الولادة أم لا؟ بعد الفحص تبين أنها ولادة وأن الرحم اتسع ٥ سم ولكن رأس الجنين لم تنزل للحوض وأيضاً كيس الماء لم يفتح بعد.

جاء دكتور كريم للتحدث معي واقترح عليَ التحفيز بفتح كيس الماء، ونتيجة لذلك سوف تزيد قوة الطلق وقد لا يكون محتمل، وفي هذه الحالة يمكنني أخذ حقنة لتسكين الوجع وولادة بألم أقل. وافقت لثقتي في الدكتور وقراراته. وفعلاً الطلق زاد واخدت هذه الحقنة التي وصفها لي الطبيب وولدت طبيعي الحمدلله. 

بعد الولادة شعرت كم هى شئ عظيم وأن المرأة قوية وعظيمة بالفطرة واحترامها وتقديرها واجب .

من هنا بدأت رحلة الأمومة! سوف أشارك معكم أيضاً في المرات المقبلة كل شيء عن الأمومة والعناية بالأطفال الرضع والرضاعة الطبيعية ومشاكل أول ٣ شهور التي واجهتها، تابعوني..

شاركينا افكارك