العنف أثناء الولادة... هل سمعت عن هذا المصطلح من قبل؟! إنه ببساطة ما تتعرض له غالبية النساء منذ لحظة دخولها المستشفى استعدادًا لإنجاب مولودها وحتى لحظة خروجها، وهو نفس الشيء الذي يعتبره البعض طبيعي لمجرد أنه يحدث للجميع. ولكن ما يجهله الكثيرين هو أنه يترك أثرًا سلبيًا على نفسية المرأة ويكون في الغالب السبب الحقيقي وراء رفضها لفكرة الحمل والإنجاب مرة أخرى، خوفًا للتعرض لنفس الشيء مرة ثانية. وفي الحقيقة تتفاوت درجات هذا العنف حسب الأطباء وطاقم التمريض، وغيرها من العوامل، لكنه في النهاية يظل عنف!!
ولنكون واقعيين، فنحن ليس بإمكاننا أن نغير تفكير الأطباء ونجعلهم يفهمون أن ما يرتكبونه في حق النساء هو من أشكال العنف، ولكن يمكننا نحن النساء أن نعرف حقوقنا أثناء الولادة وما الأشياء التي يحق لنا رفضها لحماية أنفسنا قدر المستطاع من التعرض للعنف أثناء الولادة. وهو بالتحديد ما جئنا اليوم لنخبرك به في السطور التالية...
العنف أثناء الولادة: ١٥ شيء يحق لكل امرأة رفضهم أثناء الولادة
١- منع وجود مرافق معك أثناء الولادة
تذكري دومًا أنه مهما اختلفت قوانين المستشفيات الخاصة بالولادة، ولكن يظل دومًا شرطا أساسيًا أن يسمح للمرأة الحامل باصطحاب مرافق لها أو اثنين لدى بعض المستشفيات، ليشاركونها رحلة الولادة. سواء كان ذلك المرافق، زوج، أم، شقيقة، صديقة، دولا.
أشياء انتبهي لها:
- وجود مرافق معك شرطًا لا يجب أن تتخلي عنه، لأنه هو الذي سيساعدك في تجنب العنف أثناء الولادة. ورفض المستشفى وتمسكها بعدم السماح لوجود مرافق يكون مؤشر خطر بالنسبة لك يجب أن تحذري منه.
- اختاري المرافق قبلها بفترة، وتحدثي معه في كل ما يخص خطة ولادتك التي وضعها طبيبك الخاص. واخبريه بالأشياء التي تفضليها وتلك التي ترفضيها، ليكون داعمًا لجميع قراراتك أثناء الولادة، ويستطيع رفض الأشياء التي لا تفضلينها حتى وإن كنت تحت تأثير المخدر.
٢- تغيير خطة ولادتك
هذا ما تتعرض له غالبية النساء عند الولادة. فبعدما يخبرها طبيبها الخاص بأنه سيمكنها أن تلد ولادة طبيعية، تتفاجئ في المستشفى بقيامهم بتغيير الخطة، دون الرجوع إليها أو إبداء أسباب. فغالبية المستشفيات ترجح الولادة القيصرية لأنها ذات نفقات أعلى وأسرع وأسهل بالنسبة للأطباء.
لذا إذا وجدت أن هناك تغيير في خطة ولادتك ارفضي الأمر بشكل صارم، واطلبي منهم توضيح الأسباب. فإن كان هناك سبب طبي واضح ومفسر، فلا توجد مشكلة. ولكن إن لم يكن فيحق لك طلب طبيب آخر، أو طلب نقلك لمستشفى أخرى.
٣- إعطائك عقاقير ومسكنات دون موافقتك
ليس من حق الطبيب أو طاقم التمريض إعطائك أية عقاقير أو مسكنات دون موافقتك. بل يحق لك المعرفة ثم الاطلاع على هذه العقاقير ومكوناتها، فربما يكون لديك حساسية تجاه إحدى هذه المركبات، ثم يحق لك الموافقة على أخذها أو رفضها تمامًا، طالما أن عدم تناولها لن يهدد حياتك أو حياة جنينك.
٤- الفحوصات النسائية دون داعي
حسنًا، أعلم أنك تقولين الآن لماذا سيكون هناك فحوصات بدون داعي وهل هناك من يفعل ذلك بالفعل؟! دعيني أجيبك بمنتهى الأسف نعم! أحيانًا يقوم الأطباء بالعديد من الفحوصات النسائية المتكررة دون داعي وبدون موافقة الحامل، والتي لا تفيد بشيء سوى زيادة ألم المرأة. لذا عند البدء في عمل الفحوصات النسائية، يجب أن تسألي أولًا عن ماهيتها والسبب من ورائها، قبل الموافقة عليها.
وتذكري أن هذا جسمك، يحق لك اختيار ما يناسبه ورفض ما يزعجه. ولا يجب أن تتركيه في أيدي الطبيب يتصرف فيه كما يشاء.
٥- استمرار الفحص حال شعورك بالألم
أي كان نوع الفحص وأهميته، فلا يحق للطبيب الاستمرار به في حال شعورك بالألم. لذا يجب أن تعلمي أنه يحق لك طلب توقف الفحص فورًا. وفي حال لم يسمح الطبيب لطلبك أو رغبتك، على مرافقك أن يتدخل بشكل صارم.
٦- رفض إعطائك مسكنات للألم
يحق لك في حال شعورك بألم شديد طلب تناول المسكنات، ولا يحق للطبيب أو طاقم التمريض رفض ذلك بشرط أنه لن يؤثر على حالتك الصحية. لذا في حال تم الرفض اسألي عن السبب وإذا شعرت بأنه غير كاف بالنسبة لك اطلبي طبيب آخر.
٧- عدم السماح باختيار طاقم التمريض
قد تكون هذه هي الخطوة الأصعب والتي يجب أن يتدخل المرافق الذي برفقتك بالأمر. فاختيار طاقم التمريض المتواجد أثناء الولادة، هو من حقك تمامًا. ويحق لك رفض تواجد ممرض أو ممرضة لا تشعرين بالراحة تجاههم. فالهدف الأساسي أثناء الولادة هو أن تشعري بالراحة تمامًا. لذا إذا وجدت أن المستشفى لا تسمح لك بهذا الشيء، فاطلبي من مرافقك أن يتدخل ويصعد الأمر.
٨- السماح لطلبة طب بحضور الولادة
بعض المستشفيات تسمح بوجود طلاب كليات الطب بحضور الولادة، من أجل التعلم. ولكن هذا خطأ تمامًا ولا يجب أن يتم دون استئذانك. لذا إذا وجدت مرافقك أن هذا الشيء يحدث عليه أن يرفضه بشكل قاطع.
٩- القيام بعملية شق العجان دون إذنك
أثناء الولادة الطبيعية يجد بعض الأطباء أنه سيكون من الأسهل إذا تم شق المهبل لتوسيعه، فيقومون بعملية تسمى "شق العجان". إذا لا حظ مرافقك هذا الشيء، فعليه رفضه فورًا وفي حال إصرارهم عليه "دون داع"، فعليه تصعيد الموقف وتهديدهم بتقديم شكوى للجهات المعنية.
١٠- القيام بعملية تضييق المهبل دون إذنك
إذا تم توسيع المهبل لأي سبب أو غرض طبي أثناء الولادة، فيحق لك أن تقبلي أو ترفضي القيام بعملية "تضييق المهبل". ويجب أن تعلمي إلى أي حد سيتم تضييقه. فبعض الأطباء يقومون بتضييقه للغاية، كنوع من المجاملة للزوج فيما بعد. ولكنهم يتجاهلون أن هذا يصبح هو السبب الأساسي في شعور المرأة بالألم الشديد أثناء الجماع بعد الولادة.
١١- إعطائك مخدر دون الرجوع لك
في حال الولادة القيصرية، من الطبيعي أن يعطي الأطباء مخدر نصفي للمرأة حتى لا تشعر بألم الولادة. ولكن البعض وفي لحظة خروج الجنين يقومون بتخدير المرأة كليًا حتى لا تشاهد لحظة خروج الجنين منها، اعتقادًا منهم أنهم بذلك يخففون من حدة هذه اللحظة على الأم. ولكنهم في الوقت ذاته يحرمونها من أهم لحظات حياتها. وهذا أيضًا دور مرافقك.
١٢- لمس أنحاء مختلفة من جسمك أثناء الولادة
لا يحق للطبيب أو طاقم التمريض لمس أية أجزاء من جسمك دون داعي أثناء الولادة. ولا يحق لهم تعريتك أو الكشف عن مناطق مختلفة من جسمك ليست مرتبطة بالولادة، كالكشف عن منطقة الثدي مثلًا.
١٣- التعدي الجسدي عليك أثناء الولادة
نعم، يقوم بعض الأطباء وطاقم التمريض بالتعدي الجسدي على المرأة أثناء الولادة، والذي قد يصل إلى حد الصفع على الوجه حتى تتوقف المراة عن الصراخ أو الشعور بالألم والذي هو شيء طبيعي تمامًا أثناء الولادة. وفي هذه الحالة يجب أن يتدخل مرافقك ويمنع ذلك فورًا، ثم عليك التقدم بشكوى في المستشفى وتصعيد الأمر إذا تطلب ذلك أو لم يتم الإجراء اللازم مع الطبيب.
١٤- فصل كيس الماء عن عنق الرحم دون الرجوع إليك
تعد عملية فصل كيس الماء عن عنق الرحم من أكثر الأشياء إيلامًا، والتي يجب ألا تتم إلا في حالات معينة وهو تجاوز موعد الاستحقاق. نظرًا لأنها تتم في الأساس لتحفيز المخاض. لذا إذا كان هناك مخاض بالفعل فلا داعي من القيام بهذه العملية التحفيزية من الأساس. وإذا رغب الطبيب القيام بها، يجب أن يعلمك أولًا، حتى تكوني مستعدة لها نفسيًا مع فهم السبب من وراء القيام بها.
١٥- إرسال الطفل تلقائيًا للحضانة
إذا كان طفلك يعاني من مشكلة تحتاج إلى مراقبة خاصة، فمن الضروري إرساله إلى الحضانة أو حتى وحدة العناية المركزة، ولكن مع ذلك يجب تفسير ما يحدث لك. ولكن في حالات أخرى، طالما أن الأطفال أصحاب فإن السماح للبقاء برفقة الأمهات الأصحاء بالبقاء معًا يعزز الترابط والرضاعة الطبيعية.
شاركينا افكارك